برامج اصدقاء العاب ابحاث مشكلات دردشه كل ما هو جديدفى عالم الموضه الازياء الجمال

الاثنين، 27 يوليو 2009

الخادمات

الخادمات .. الواقع ومسؤولية الدمج والخروج من الأزمة

تمثل الخادمات في مجتمعاتنا ظاهرة ترسخت وتأزمت في الوقت ذاته نتيجة عوامل عدة أبرزها العوامل الاقتصادية بمعطياتها، والعوامل الاجتماعية بأبعادها.
والحياة بطبيعتها وحيويتها تفرز إشكالياتها التي طالت العلاقة بين الأسر بأفرادها جميعا والخادمات، ولا شك أن الحلقة الأضعف في هذه السلسلة هي الخادمة التي تهددها سلوكيات خاطئة، وقوانين نائمة. خطأ الواحدة منهن تقع نتائجه عليهن جميعا فيصبحن وبالا يجب محاربته، والقضاء عليه، فتصب عليها كل اللعنات. ولكن من هي الخادمة؟! أنها من تفتح الباب تستقبل الضيوف، أنها من تعد الشراب والطعام وتقدمهما، أنها من تنظف المنزل، ليس هذا فقط بل أنها من تقوم على شأن الأبناء جسديا ومعنويا وتربويا فكم من طفل تعلقت عيناه بخادمته، وشغف قلبه بها، بل لقد تجاوزت الخادمة في بعض الأحيان هذه الحدود لتصب عندها جميع أسرار الأسرة بحكم إقامتها الدائمة في البيت لا تغادره.
أفأن وقعت من إحداهن هفوة رفعت لها الأقلام ودبجت المقالات تلوح بخطورتهن على المجتمع؟
وإن سقطت إحداهن في جريمة، فكأنما كلهن اشتركن فيها؟
إن الخادمات واقع لا مفر منه، وحقيقة يجب ألا تغيب عن تقييمنا للأمور.فما هو واجبنا نحوهن؟ وكيف يمكن استقبال الخادمة بشكل يجعلها تندمج مع الأسرة باعتبارها فردا له دور؟
وهل قوانين الدولة تكفل لها الحماية الكافية كي تعيش في استقرار، أم أن الأمر متروك لضمير كافلها؟
ما هو دور الجهات المعنية بتوفير الأمان لها لاسيما جهات حقوق الإنسان؟ إعلاميا، هل للإعلام دور في تشويه صورة الخادمات؟
وهل يمكن له أن يصحح هذه الصورة وكيف؟ هل يمكن للأسرة أن تحقق أدوارها الاجتماعية والتربوية في ظل وجود الخدم؟
العناوين
محمد مراد عبد الله: الخادمات ظاهرة اجتماعية واقتصادية إنسانية لا بد أن نتعامل معها بواقعية بعيدا عن المصلحة الشخصية.
علي قاسم: الإعلام عليه مسؤوليات ضخمة في تصحيح العلاقة بين أفراد الأسرة والخادمة بتسليط الضوء على طبيعة وظيفتها وحقيقة دورها.
محمد المر: نعمل على تحيد العلاقة من خلال منظور شامل لا يقف عن اللحظة الآنية والعابرة.
عائشة المري: العلاقة بين الأسرة والعائلة قد تتحول إلى شبه عائلية ولكن تبقى شعرة إذا قطعت ضلت هذه العلاقة طريقها.
حقائق على الطريق

بداية يوضح الدكتور/ محمد مراد عبد الله، مدير مركز دعم اتخاذ القرار بالقيادة العامة لشرطة دبي إن وجود الخدم في أي مجتمع ليس ظاهرة مرضية أو نمطا سلبيا من أنماط المجتمع الإنساني، فهذه طبيعة الحياة الاجتماعية ولا يكاد يخلو أي مجتمع في أي زمان ومكان من وجود الخدم، سواء كانوا يعملون بأجر أو يعملون متطوعين لخدمة أقاربهم وذويهم. فالخدم إذن ضرورة اجتماعية واقتصادية تفرضها طبيعة الحياة الاجتماعية والظروف الاقتصادية.. ولا سبيل للقضاء عليها كظاهرة إنسانية أبدا، وهي ظاهرة اجتماعية راسخة في مجتمعنا العربي والإسلامي، تضرب بجذورها في أغوار التاريخ. ولم ينكرها الإسلام أو يعتبرها ظاهرة سلبية، بل تعايش معها كظاهرة اجتماعية طبيعية، ووضع لها ضوابط شرعية، المتخصصون أعلم بتفاصيلها.
ويضيف :” إن ظاهرة الخدم موجودة بالفعل وعلينا أن نتعامل معها بأسلوب علمي وبتضامن اجتماعي وعقلي قائم على أسس علمية لا تغفل مصالح الأفراد وفي الوقت ذاته تراعي صالح المجتمع بأسره.
المشكلة وأبعادها
ويشير إلى إن ظاهرة الخدم قد أفرزت مشكلة حقيقة نتلمس وقائعها في حياتنا، وأيا كان حجم هذه المشكلة ودرجة خطورتها وحدتها، فأنها تتمثل في عنصرين أساسيين:
أولا: الحيرة والقلق والتخبط في اتخاذ القرار على المستوى الأسري، إضافة التمزق النفسي بين الرغبة في الاستجابة للمتطلبات الضرورية التي أوجدها التطور الاجتماعي والخوف من الأضرار التي تؤكدها الحوادث والجرائم المتعددة والمستمرة التي ترتفع نسبتها يوماً بعد يوم.
ثانيا: القلق العام على المستوى الاجتماعي بسبب استفحال الظاهرة وما يترتب عليها من خطر يهدد حرمات الأسرة وقيم وعقيدة المجتمع.
ويقول الدكتور مراد :” من هذا المنطلق يمكن القول أن الأسرة كمكون عائلي صغير وخلية اجتماعية تتعامل مع الخادمات مباشرة، ولما لها من دور تربوي واجتماعي لا يمكن بحال أن نلغهما أو نحيدهما بمجرد انضمام فرد أجنبي لها، فأنني أؤكد على أهمية دور الأسرة في تجاوز مشكلات الخادمات، إذ أن فعالية دورها تتوقف على مدى قيام أفراد الأسرة بمهامهم وليس على وجود هذا العنصر أو عدمه، ومن هنا يجب على السرة أن تضع للخادمة خطوطا حمراء لا يحق لها بأي حال من الأحوال تجاوزها، كما يلزم تجنب بل ورفض وجود ” الخادمة المربية ” لخطورتها على عقيدة ولغة وأخلاق وسلوكيات الطفل من ناحية وعلى علاقة الطفل بوالديه من ناحية أخرى، وعلى الزوجين ألا يتخليا عن أدوارهما تحت أي مسمى أو غاية، فلا يصح شرعا وعرفا وبكل المعاني الإنسانية أن يتحول السائق الخاص إلى مرافق وحيد ودائم للزوجة أو البنت في كل مكان تذهب إليه، ولا أن تقاطع الزوجة المطبخ وتترك أعمالها المنزلية تماما اعتمادا على الخادمة، ولا أن تعفى البنات من أعمال المنزل تحت أي حجة فينشأن غائبات عن أساسيات الحياة العائلية فتزداد حاجاتهن في المستقبل للخادمات، ولا حتى أن يتعود الأبناء على الاعتماد على الخادمة في كل الأمور، فتنشأ الأجيال القادمة مصابة بالكسل والاتكالية وعدم ا لقدرة على تصريف الأمور.
الإعلام ومهام صعبة

من جهته يوضح الدكتور علي قاسم الأكاديمي والخبير الإعلامي، أن قضية الخادمات يتم تناولها إعلاميا بشكل سيئ حيث غاليا ما نسقط في وهدة الانغماس في ردود الفعل العاجلة والمضطربة وغير العقلانية في أحيان كثيرة إذا ما ارتكبت إحدى الخادمات جريمة في تفاصيلها شيء من القسوة، ويضاف إلى ذلك النظرة الدونية التي تؤطر العلاقة بين أفراد الأسرة والخادمة، والتي تعاني مرارة الاستجابة للرغبات والأوامر المتباينة من جميع أفراد الأسرة، وهي لذلك تحاول بذكاء ودهاء أن تفلت من هذا التناقض بوسائلها الخاصة، ومما يعطي للقضية جانبا آخر من الصورة هو عدم شعورها بالأمان في ظل عدم وجود القانون الذي يمكن اللجوء إليه لنيل حقوقها، ويلحظ من خلال المتابعة الدرامية وبرغم وجود الخادمات في بيوتنا بنسبة عالية وما لهن من تأثيرات غير قليلة على أفراد الأسرة أن الخادمات لا يتم تناولهن كما ينبغي بل كأن القضية لا ضرر فيها ولا تستحق العناء، فهي غالبا ما تأتي في مشهد تقدم الضيافة وترحل، دوزن تركيز حقيقي عليها سواء في جوانبها السلبية أو الإيجابية، إن على الإعلام مهاما ضخمة وأعباء كبيرة يجب عليه أن يتناولها بموضوعية وشفافية ومصداقية، فالإعلام هو الموجه الآن لسلوك المجتمع والمكون للرأي العام.
حقوق الإنسان
وحول دور الجهات المعنية بحقوق الإنسان والمنشغلة بقضايا هذه الفئات عبر العديد من الوسائط، ومن الإدارة التي استطاعت أن تحقق إنجازا ملحوظا في حل عدد كبير من قضايا العمال وغيرهم، يوضح المقدم الدكتور/ محمد عبد المر مدير إدارة رعاية حقوق الإنسان في الإدارة العامة لخدمة المجتمع بشرطة دبي:” إن منظور الجهات الحقوقية الإنسانية نحو هذه الفئات، لا ينظر فقط إلى مجرد رد الحقوق أو رفع ظلم آني وقع عليهم، بل يتجاوز ذلك إلى نظرة أكثر عمقا بحيث تحقق الغاية المرجوة منها، وفي الوقت ذاته لا يقع ضرر على أي فرد أو جهة، فقانون العمل الحالي بصيغته يستثنى فئات العمال والخدم والسواقين وغيرهم منه، وإن كان هناك عقد عمل مبرم بين المخدوم والخادم سواء أكان جهة أو فرد إلا أنه يظل خارج دائرة القانون بمفهومه العام، واللجنة الدائمة لشؤون العمال تعد حاليا مشروعا قانونيا يوضح واجبات ومهام وحقوق هذه الفئات، والذي أتصوره شخصيا أن مثل هذا القانون سوف يقلل ويحجم من إشكاليات الخدم والخادمات.
هاربات إلى الجحيم

وفي صدد ارتفاع نسبة الخادمات الهاربات وتفسير البعض ذلك إلى سوء المعاملة يقول الدكتور المر:” ومن جهة أخرى أحب أن أشير إلى أن هناك ظلما ما يقع على بعض كافلي الخادمات وهو ما يمكن أن نطلق عليه ظاهرة “الخادمات الهاربات ” واللائى يجدن من البعض إقبالا على تشغيلهن لديهم عن طريق السوق السوداء، دون اهتمام بمخالفة الأنظمة، أو دون احترام لما يعنيه مثل هذا التستر من ضياع لحقوق كافليهم ومستخدميهم، ويرجع انتشار هذه الظاهرة إلى سببين رئيسين أولهما هو الانفتاح الاقتصادي الواسع المدى وكثرة المشاريع التي تستلزم عمالة كبيرة، تتوفر نفقاتها من خلال استخدام هؤلاء الهاربين، الثاني هو المستخدم الذي يستشعر أن جلب هؤلاء الخادمات الهاربات وتشغيلهن لاسيما علمه بأن اتباعه للأنظمة يكلفه أموالا قد تذهب هدرا وتسبب له في النهاية قلقا هو في غنى عنه.
فمسئولية تفاقم ظاهرة هروب الخادمات وإرجاعها إلى سوء المعاملة فقط لا يمكن أن يتحملها المستخدم فقط، بل لابد أن ننظر للمشكلة من جوانبها المختلفة. فالمسئول الأول عن هذه الظاهرة هم أولئك الذين يتاجرون بالخادمات سواء أكانوا المتسترين عليهن من المواطنين الذين خانوا أمانة الوطن، أو المجموعات أو العصابات المكونة من المستفيدين من هذه التجارة.. ولو وجد هؤلاء وأولئك العقاب الرادع لتغير الحال كثيرا.
علاقة شبه عائلية
عائشة المري، رئيس قسم البحوث والدراسات بإدارة حقوق الإنسان، تشير إلى أن العلاقة التي تربط الخادم بالأسرة قد تكون علاقة عمل محدودة وقد تتطور إلى علاقة “شبه عائلية”، وقد تكون علاقة إيجابية تحقق المنفعة المتبادلة ورضاء الطرفين، وقد تكون علاقة سلبية اضطرارية تنطوي على الكراهية والرغبة في الابتزاز.
وتضيف أنها من خلال تجربتها الخاصة معها شخصيا ومع أفراد عائلتها فأن الخدم الذين يعملون عندهم يجلبون بعضهم البعض ومنهم من استمر في عمله قرابة الربع قرن، وعندما انحدرت صحته، واقترب موعد سفره إلى أهله حزن حزنا شديدا، وأسف لذلك، وتؤكد أن على الأسرة دورا كبيرا في تحديد العلاقة والمسافة بين أفراد هذه الأسرة والخدم بحيث يؤدون وظائفهم ومهامهم على أكمل وجه دون أن ينزلقوا في هاوية أن يتجاوز الخدم حدودهم وطبيعة أدوارهم، هناك خيط دقيق بين الجميع لابد أن يظل، وإلا حدثت الكوارث.



















القانونيو مفهوم “الخادم “.. هو الإنسان- ذكرا أو أنثى- الذي يعمل لدى الغير بصفة مستمرة أو خلال أوقات محددة، ويتقاضى أجرا نظير عمله ويؤدي أعمالا ذات طبيعة معاونة، تعتمد على الخبرة الآلية والجهد البدني، ولا تحتاج لمؤهلات خاصة إلا في النادر، حسب ظروف ومستويات ومجالات العمل التي تحتاج للخدم.ويدخل في هذا المفهوم أساسا خدم المنازل والفنادق والمطاعم والمستشفيات والمؤسسات والمساجد وعمال النظافة بالطرق والحدائق والمصالح.. وهؤلاء عملهم الأساسي هو أعمال النظافة بصفة عامة.. كما يتسع هذا المفهوم ليشمل أحيانا المربية والسائق الخصوصي والبستاني والطهاة والسفرجية، والوصيفة الخصوصية، وقد يشمل السكرتير الخاص ومدير الأعمال وسائر أرباب الأعمال والخدمات المعاونة.لأن الأسرة مكون عائلي صغير وخلية اجتماعية فيها بذور خير المجتمع والوطن.. ولها دور تربوي هام ولا يمكن أن نلغي دورها التربوي والاجتماعي بمجرد انضمام فرد أجنبي لها.. لأن فعالية دورها تتوقف على مدى قيام أفراد الأسرة بمهامهم وليس على وجود هذا العنصر أو عدمه.

إن تغيرات المجتمع السعودي نحو مفاهيم متحضرة في المنزل استوجبت الاستعانة بآخرين للمشاركة في القيام بأعباء هذه المفاهيم الجديدة، وهذه ليست كارثة في حد ذاتها.. ولكن الكارثة الحقيقية في مدى فهمنا لأدوارنا وأدوار الغير. فرغم الماسي العديدة التي يرتكبها بعض هؤلاء الخدم ، ربما لانعدام رقابتهم بسبب الانشغال عنهم أو بسبب الطيبة الزائدة لدى البعض، فيرون أنهم آدميون سخرهم الله لخدمتهم.. وأحيانا بسبب ما يلقونه من سوء معاملة وسخرية، كأنهم خلق لا حقوق لهم ولا أحاسيس أو مشاعر.. وهؤلاء بالطبع متى واتتهم الفرصة وسنحت لهم الظروف فإنهم لا يتركون رطبا ولا يابسا إلا أتوا عليه بكل شراسة وعنف، رغبة في الانتقام.

ولا أحد ينكر أن هناك من يتعاملون مع هذه الفئة بالحكمة والوسطية، فلا هم يغالون ولاهم يفرطون.. وهؤلاء بالطبع هم أسعد حالا مع خدمهم.. من غيرهم، فلا تراخي ولا قسوة ولا ثقة مفرطة ولا مطامع لهم فيهم. فهم بذلك آمنون.. من شرهم ومكائدهم.
ويتساءل في مقاله: “هل وجد الخدم ليبقوا” ويجيب عن هذا التساؤل بالإيجاب في المستقبل المنظور لأسباب عديدة منها:1. 1. بقاء الطفرة المادية على زخمها.2. 2. التناقص التدريجي في معدلات الإنجاب.3. 3. استمرار اتجاه المرأة نحو العمل.4. 4. تفشي روح التقليد والمباهاة بين الأسر.5. 5. انتشار روح الاتكالية بين الشباب وتقصيرهم في سد لوازم أسرهم، مثل انشغال البنات بالدراسة ومتابعة التليفزيون وانشغال الشباب بالدراسة وارتباطات الشلة، مما يقلل من الوقت المخصص لقضاء لوازم الأسرة وخصوصا ما يتطلب منها استخدام وسيلة النقل.
آراء علماء الاجتماع• • ويعتقد الدكتور خليل المدني الأستاذ بقسم علم الاجتماع أنه من الصعب تحديد أثر الخادمة على الطالب، بمعنى هل يساعد وجود الخادمة الطالب على استذكار الدروس وعلى تحصيله العلمي؟ لأن هناك عوامل متعددة تؤثر على الطالب في المذاكرة والتحصيل العلمي، مثل مجموعة الأصدقاء وما تستطيع أن تقدمه أسرته من جوانب عاطفية ومادية، كما أنه لا نستطيع أن نقول وبشيء من الثقة إن الطلاب الذين لدى أسرهم خادمات أكثر تفوقا من الطلاب الذين لا تملك أسرهم خادمات. ومن المعروف أن مثل هذه القضايا تؤثر فيها عوامل متعددة ليس لها أثر مباشر على الطالب..• • ويحدد دكتور يسري عبد الحميد رسلان، أستاذ الاجتماع ، السلبيات والإيجابيات الناجمة عن عمل الخادمة في الأسرة فيما يلي:.أ‌- أ‌- فقدان الاتصال الجيد بينها وبين من حولها في الأسرة، مما يوجد عدم الاطمئنان، سواء من جانب الخادمة أو من جانب مستخدميها.ب‌- ب‌- اختلاف الدين واللغة والثقافة بين الخادمة والأسرة يجعلها تحاول نقل ما عندها من عقائد وأفكار وتقاليد إلى محيط الأسرة وخصوصا لصغار السن، حيث يسهل التأثير عليهم.ج- الأسرة عالم صغير والمنزل سكن خاص بهم، لهم أفكارهم وبرامجهم وأسرارهم، وهذا يتأثر سلبيا بوجود خادمةغير مسلمة أو مسلمة غير متمسكة بتعاليم الإسلام..د- امرأة هذه ثقافتها وتلك بيئتها، لا أمانة لها،حيث لا دين لها ومن ثم يخشى على الزوج والأولاد البالغين الفتنة بها.ومع كل ما سبق من سلبيات فلا ينتظر أن تكون هناك إيجابيات تذكر.• • ويقول الأستاذ الدكتور محمد سعيد فزح، أستاذ علم الاجتماع، في جريدة الجزيرة العدد 7674 “لا شك أن وجود الخادمة في المنزل يمثل ارتباطا بين مجتمع وآخر، حيث تأتي الخادمة إلينا وهي تحمل تراثا ثقافيا يتمثل في دينها، إذا كانت غير مسلمة، ثم في لغتها، بالإضافة إلى كم من العادات والتقاليد التي تختلف كل الاختلاف عن تقاليدنا وأعرافنا.. وأمام هذه العناصر الثقافية تصبح الرؤية أمامنا واضحة في اكتشاف الآثار التي قد تنجم عن مشاركة الخادمة في بناء وتربية الأبناء. وذلك عندما تتيح لها الأسرة، ذلك وهي لا تدرك الأثر الذي يهدد البناء الثقافي والتراث من جراء تلك المشاركة.. وعندما تتاح الفرصة للخادمة في هذه المشاركة التربوية، فإنه وأثناء تفاعلها مع الطفل فإننا نلاحظ أن طريقة نطقها للكلمات العربية تختلف إن لم تكن تجهل اللغة.. وبالتالي فالطفل في بداية حياته يتأثر بهذه الطريقة في النطق شاء أم رفض كذلك فإن معاني هذه الكلمات ومدلولها قد يكون غير واضح عند المربية وبالتالي عندما تلقن الطفل هذه الكلمات فإن معانيها يحيط بها الكثير من الغموض. وهنا نتطرق إلى دور الأب والأم والمدرسة، حيث تقوم تلك المؤسسات الاجتماعية الأسرية والتربوية بتنشئة الطفل وفق قيم المجتمع السعودي المسلم، ولكن عندما تأتي الخادمة الوافدة من بلاد غريبة ولها قيم معينة مختلفة، فتوجهها أثناء تفاعلها مع الطفل وتعاملها معه، وبالتالي يصبح الطفل حائرا بين قيم المجتمع الأساسية والقيم الوافدة ولذلك تتكون لديه ازدواجية في القيم.• • ويؤكد الدكتور محمد كميخ العتيبي أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة الملك سعود: “أن أهم واجبات الأسرة هو تربية النشء وفق معايير وقيم المجتمع، من الدين والثقافة والأخلاق والعادات فكيف يوكل هذا العمل المهم إلى مربية قدمت من بلاد غريبة، ولها خلفية دينية واقتصادية واجتماعية مختلفة تماما؟ أعتقد أن تولي المربية هذه المهمة غلطة كبيرة لا تغتفر في حق الأبناء والمجتمع ككل. أما الآثار السلبية للازدواجية في عملية التوجيه التي يتجاذبها الثلاثي المكون من الأب والأم والخادمة، فإن هذه مشكلة، بل طامة كبرى. فإن كان دور كل من الأب والأم فيما يتعلق بتربية الطفل غير واضح أو متضاربا، فما بالك بالخادمة؟ ويجب التأكيد على أن الطفل بلجوئه إلى المربية وترك والدته قد وجد بديلا لأمه. وذلك يؤكد مسئولية الأم في هذا الجانب بالذات، مما يشكل خطرا على علاقة الطفل بوالدته، وكلما زاد التصاق الطفل بالخادمة زاد ارتباطه بها عاطفاً، ويتعرض لهزة نفسية شديدة، عند عودتها لبلادها، تصل إلى حد شعوره باليتم. كأنما فقد أمه أرى أن يحجم دور المربية في تربية الأبناء إلى أقل قدر ممكن وأن تقوم الأم بتربية أبنائها. وإن كان لابد من وجود خادمة أو مربية، لأنني أعتبر وجود عاملة في المنزل بصفة عامة ظاهرة غير صحية.. وأرجو أن تزول هذه الظاهرة من مجتمعنا.. وإذا كانت شرا لابد منه أود أن ينحصر دورها في أعمال النظافة في المنزل فقط، لأن الطعام الذي تصنعه ربة البيت له مذاق أحسن طبعا من الطعام الذي تصنعه الخادمة… زد على ذلك ما تسببه الخادمة لأعضاء المنزل من اتكالية وخلق الاعتماد على الغير لديهم جميعا، من الطفل إلى أكبر فرد في الأسرة، وغير ذلك من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والأمنية وغيرها”..فظاهرة الخدم إذن ظاهرة اقتصادية بقدر ما هي ظاهرة اجتماعية فرضتها ظروف أو متغيرات الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وليست من صنع أفراد أو تلبية لمصالح فئات محدودة في مرحلة معينة.. بل هي ظاهرة إنسانية مرتبطة بالتركيب الطبقي للكيان الاجتماعي من جهة، ومرتبطة بظروف سوق العمل وقانون العرض والطلب من جهة أخرى.وفيما حملت الخادمة أعباء كثيرة، فرضت قيودا كثيرة أيضا حدت من حرية صاحب المنزل وربة البيت وأشاعت جوا مدرسيا يكاد يكون صارما.وحتى عندما تكون الأسرة خارج المنزل تنتاب المرء مخاوف انتهاك حرمة البيت أو إساءة استخدام الهاتف من خادم أو خادمة تعود على بيئة مفتوحة ونشأ على قيم وعلاقات ومسلكيات مختلفة.. وحتى في زحمة هذه الضغوطات الذهنية والسلوكية في البيت وخارجه لا يعدم المرء الوقت الكافي للثناء على خدمات العمالة المنزلية وما تقوم به من مهمات جليلة للبيت والأسرة، فيكاد أن يقول هذا شر لابد منه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بالزوار الجدد

الجديد هيلاقي اسمه اول اسم فى القايمه بلون اخضر يضغط عليه كليك ويغيره ويكتب اسم مستعار وكمان يقدر يغير الصورة

اعـــــــز اصحـــــــــاب

شااااااااااااااهد جميع المباريات على قناة الجزيرة

اجمل صور

اجمل صور
شاهد ارق الصور