برامج اصدقاء العاب ابحاث مشكلات دردشه كل ما هو جديدفى عالم الموضه الازياء الجمال

الاثنين، 27 يوليو 2009

قضم الاظافر

مقدمة
إن الشخصية السوية، المتكيفة مع مختلف الأوضاع، التي تطبع الحياة الاجتماعية تعتمد في جانب كبير من ذلك، على درجة نضجها العاطفي، وعلى قدرتها على الاستفادة إلى أقصى الحدود، من إمكاناتها العقلية والجسمية، ومن الفرص التي يوفرها الوسط الذي يعيش فيه الفرد.
إن الوسط الاجتماعي وطبيعة المناخ العلائقي السائد فيه بين أفراده والموارد الاقتصادية المتوفرة لديه، ومستوى ذكاء الفرد، وطبيعة تكوينه العضوي، تعتبر كلها عوامل ترسم معالم شخصيته وتحدد مقدار تكيفه، خلال تفاعله اليومي مع غيره من أفراد المجتمع.
وتنبني أسس النضج العاطفي للشخصية خلال الطفولة المبكرة، في موازاة تامة مع النمو الجسمي والحسي ـ الحركي والعقلي. وتتولد الحياة العاطفية وتنمو وتتفتح وتنتظم في غير انعزال عن جوانب النمو الأخرى. ويلعب الوسط الأسري الدور الرئيسي في وضع اللبنات الأساسية، المكونة لطبيعة شخصية الطفل ونضجها الكلي. والشيء الذي لا يمكن تجاهله، خلال تنشئة الطفل من قبل أسرته ومحيطه الاجتماعي، أن تضييق الخناق عليه وإشعاره بالحرمان والإحباط وعدم الاستقرار، لا يؤدي إلا إلى تكوين شخصية تتسم بالجمود أو الصراع والعدوان. فالفرد لا يصبح إنسانا بغير إعداده وتكوينه في وسط اجتماعي "يؤنسنه" ويحقق له السعادة، عبر إشباع حاجاته وتأمين الاستقرار والحماية له، وهي كلها عوامل تشعره بالتوازن وتساعده على التكيف مع محيطه(1).
إن الاختلاف إذن، بين الشخصية السوية والشخصية غير السوية يكمن بالدرجة الأولى في طبيعة المناخ العاطفي والاجتماعي الذي تنشأ فيه هذه الشخصية أو تلك، كما يرجع إلى نوع الاتجاهات الإيجابية أو السلبية التي يكونها الأفراد الذين يحتك بهم في المجتمع الذي ينشأ فيه. فالشخصية الإنسانية ليست شيئاً وراثياً، وإنما تتكون بنياتها عبر التفاعل مع الآخرين في محيط الخلية الأسرية أولاً، ثم في المجتمع الذي يحتك بأفراده بشكل عام بعد ذلك. هذا ويقتضي النمو السوي للشخصية إشباع مجموعة من حاجاتها الأساسية.




تقليم الأظافر
يعد قضم الأظافر أكثر اضطرابات العادات انتشاراً بين الأطفال والمراهقين ويمارس بطريقة تلقائية لا شعورية .
ويرى العديد من ا لعلماء إن هذه العادة مصاحبة لمظاهر القلق الذي ينتاب بعض الأطفال ، ما يدفعهم لوضع شيء في أفواههم فيضعون أظافرهم .
الأسباب المتوقعة:
1-عندما يشعر الطفل بالتوتر والقلق قد يلجأ إلى وضع أظافــــــره في فمــــــــه أو العض عليها ثم قضمها ، وشعوره بالراحة وإشباع دوافعه الانفعالية لدى قيامه بهذه الممارسة يؤدي إلى تكرارها واللجوء إليها باستمرار كلما شعر بالتوتر والقلق.
2-عدم العناية بأظافر الأطفال ؛ عندما تكون غير مقصوصة أو ذات حواف بارزة تزعجه فيلجا ، ببساطة إلى القضم بديلاً عن القص، فتصبح عادة له إذا لم نحرص على العناية بأظفاره وتقليمها باستمرار.
3- توبيخ الطفل أو السخرية من سلوكه: ردة فعل المربي تلعب دوراً هاماً في مساعدة الطفل على التخلص من تلك العادة أو استمرارها، فعندما يقوم المربــي بنهر الطفل أو عقـــابه أو تكون ردة فعله عنيفــة، كالغضب والصــــــــراخ عندما يراه يقضــــــم أظافره، فإن هذا السلــــــوك قد يثبت أو يزداد لدى الطفل، أو يؤدي به إلى الانسحاب لمتابعة سلوكــــــه، و يحدث هذا عندما نسخر من الطفل وهو يقضم أظافره.
4-ضعف رقابة الوالدين والسماح للأبناء بممارسة هذا السلوك دون إرشاد وتوجيه.
1- تقليم أظافر الطفل: المحافظة على أظافر الطفل مقصوصة، و عدم ترك حوافها خشنة، حتى لا يجد سبباً لقضمها بأسنانه.
2- مناقشة الطفل: التحدث مع الطفل ومناقشته لتعريفه مساوئ هذه العادة، مثل شكل أظافره والخجل أمام الآخرين وتعرضه أحياناً للسخرية، فقد يؤدي التحدث مع الطفل إلى إقناعه بضرورة الإقلاع عن تلك العادة، وبالتالي يجعل العلاج أسهل.
3- العلاج، وإذا كان الطفل أكبر سناً يمكن أن يتم توجيهه إلى تسجيل المرات التي يقضم فيها أظافره، وماذا كان يفعل قبل ذلك، ليقوم بحصر المواقف التي تسبق قضمه أظافره.
4- التجاهل: تجاهل سلوك قضم الأظافر ولا تلفت انتباه الطفل إليه إذا لم ظهر أكثر من مرة.
5- تجنب العقاب: التأنيب والعقاب يؤديان إلى شعور الطفل بالخجل من ممارسته تلك العادة، ما يؤدي إلى تفاقمها بدلاً من إيقافها.
6- التشجيع: بعد ملاحظة الطفل ومعرفة عدد مرات قيامه بالسلوك، قم بتشجيعه عندما تمر فترة طويلة على عدم ممارسته القضم.
7- ممارسة الأنشطة: عند انشغال الطفل بأنشطة مفيدة يشغل بها يديه، لا يلجأ إلى قضـــــم أظافـــــــره، إضافة إلى أن ألعاب الصلصال والرمل والماء والعجين تقلل من توتر الطفل و تشاغله عن قضم أظافره.
8- التقليل من توتر الطفل: ابحث عن الأسبـــــــــــاب التي تؤدي إلى توتر الطفــــــــــل في البيت أو في المدرسة، وحاول التقليل قدر الإمكان من التوترات المحيطة به.
9-هنالك وسائل أخرى شائعة ولكنها غير مستحبة مثل ارتداء القفازات أو وضع مواد غير مستساغة الطعم على رؤوس الأصابع.



أغلب الأطفال الذين يقضمون أظافرهم هم أطفال قلقون. ويفعل الطفل ذلك ليخفف من قلقه.
ويزداد قضم الأظافر لدى الأطفا ل المعتادين عليه في فترات الملل والضجر والغضب
يظهر عند الطفال منذ سن الرابعة أو الخامسة، وقد يستمر مع البعض إلى البلوغ أي حوالي 10%
25% - 36% من طلبة الجامعة
الإناث أكثر من الذكور وفي أغلب الأحيان يخجل هؤلاء من إظهار أظافرهم أمام الناس وقد يظهر عليهم الإرتباك في المجتمعات.
تعتبر أحد العادات التي يصعب تغييرها.لأن المتعودين عليها حساسون قد يقضمون في السر خوفا من نقد الناس
ولكن من الأفضل الأسراع في مكافحة هذه العادة قبل أن تستفحل عند الأطفال العنيدين.


أشكال القضم
(1) قضم أظافر الأيدي حتى وإن كانت قصيرة. وقد يؤدي ذلك إلى تشوهات أو جروح بالأصابع.
2) ) قضم أظافر الأرجل عند عدد قليل منهم مما يشير إلى تآزر جسمي.
(3) قضم أظافر الغير: إما على سبيل المزاح أو عن رغبة حقيقية وقد يستغلون فرصة حملهم للأطفال الصغار لممارسة هوايتهم.
الأسباب:
( 1) التوتر والطاقة العصبية الناتجة عن القلق بأسبابه الكثيرة مثل : رفع مستوى التوقعات من الطفل عما يمكن أن يؤديه من قبل الأهل أو المدرسين حيث يخشى الطفل من ألا يتمكن من تحقيق توقعاتهم ويبدو عللا لطفل الخوف الذي ينعكس في صورة توتر وقلق
( 2) إشباع الميول العدوانية
3) )سوء التواافق الإنفعالي مع الأهل.وقد يلجأون الى القضم رغبة في إزعاجهم. كما يحدث التثبيت للعادة بالممارسة التكررة لها ومع الرغبة الملحة لإزعاج الأهل
(4) عقاب الطفل لنفسه: ربما نتيجة الشعور بالسخط على نفسه بسبب فشله أو عدم رضاه عما يفعل. أو بسبب سخطه على والديه وعدم تمكنه من تفريغ شحنة غضبه فيهن فيفرغها في نفسه بقضم أظافره.
( 5) التقليد: وجود النموذج الذي يمارس سلوك القضم يساهم ليس فقط في تعلم عادة القضم بل أسضا في تثبيتها أو التأخير في التخلص منها.
6) ) بعض الأطفال يبدأ في قضم أظافره بعد كسرها في محاولة تصليحها أو بسبب طولها وعدم الإهتمام بقصها من قبل الأهل. ومع التكرار تثبت هذه العادة حتىبعد زوال السبب.







الوقاية
1) ) خفض مستويات التوتر والقلق عند الطفل مهما كان سببها جسمي، بيئي أو نفسي.
2) ) شغل يدي الطفل بنشاط مفيد يجعله لايميل لممارسة هذه العادة.
3) ) جعل أظافر الطفل دائما مقصوصة بشكل جيد وجعلها ناعمة دون حواف خشنة.









العلاج:
1) )عدم التأنيب والتوبيخ: لأنه يجعل العادة تتفاقم وتتأصل وتجعل الطفل يشعر بالخزي الذي يسبب له التوتر ثم الإمعان في قضم الأظفر.
(2) تقليم الأظافر أولا بأول وعدم تركها تطول لايعطي الطفل الفرصة لقضمها.
(3) إبعاد الطفل عن الإثارات المستمرة : لأنها تسبب التوتر لذلك يجب توفير الهدوء والراحة والإسترخاء في الجو المنزلي يساعد على التغلب على هذه العادة. كما يجب الحذر من الإفراط في مراقبة الطفل أو تحميله متطلبات مدرسية أو واجبات بيتية أكبر من إمكاناته.
(4) مناقشة الطفل: إذا كان الطفل قادرا على الإستيعاب على الآباء مناقشة مساوئ هذه العادة مع الطفل وانا تسبب الجروح ووتشوه الأصابع وتسبب إستهجان الناس. ....... لكي تزداد دوافع الطفل للتغلب على هذه العادة.
(5) التسجيل: منذ الثامنة أو السابعة بوسعهم تسجيل عدد المرات التي قرضوا أظافرهم فيها. كما يمكن تسجيل العمل الذي كان يمارسه الطفل قبل القرض والأوضاع التي كان عليها مثل مشاهدة التلفزيون. وبذلك يمكن تحاشي هذه الأعمال والمواقف حتى يتحكم الطفل ويسيطر على تصرفاته
وقد دلت الدراسات على أن مجرد تسجيل السلوك الشاذ يساعد على التخلص منه. لأنه يزيد من وعي الطفل بسلوكه وتحكمه في تصرفاته.
ويمكن للوالدين مساعدة الطفل في ذلك إذا كان صغيرا.
(6) الثواب: بعد التسجيل إذا تبين أن الطفل قضم مثلا خمس مرات في اليوم فعلى الوالدين أن يضعا أمام الطفل هدفا ويخبا الطفل بأنه إذا قضم في اليوم الواحد أقل من خمس مرات فله جائزة جزاء تحقيقه لهذا الهدف ويمكن أن تضاف مكافأة أسبوعية كالذهاب إلى نزهة إذا جمع عددا من النقاط.
مع عدم إهمال مديح الطفل على إنجازاته. لأن بعض الآباء يميلون للتركيز على النواحي السلبية.
ولا بد من إثارة إهتمام الطفل بالموضوع وذلك بسؤاله عن نوع الهدية ومع ذلك يجب ألا نتوقع أن تنجز الطفل خطوات جبارة.
(7) العقاب: وهذ في حالة إذا كان الطفل واعيا ومتعاونا وراغبا في التخلص من مشكلته فإن إقتران العقوبة بالثواب مفيد جدا. والعقوبة التي توقع اثناء القضم أشد من التي توقع بعد القضم. ومن أشكال العقوبات هي أن يشد على يده عصابة مطاطية وكلما قضم تشد أكثر بحيث تصبح مؤلمة له. ومن أنواع العقوبات حرمان الطفل من مشاهدة التلفزيون أو دفع غرامة.
8) )التدريب الواعي: يوجه الطفل بأن يقوم بعمل آخر كلما أحس بالرغبة في قضم أظافره لأنه لن يقضم أظافره مادام يقوم بهذا العمل. ومن أنواع الأعمال التي أثبتت جدواها أن ينقر الشخص بأصابعه على سطح قاسي أو يسبح بمسبحة أو أنيقف ساكنا دون حراك مادا ذراعيه على جنبهإلى أن يتعب.
ولأطفال مقبل المدرسة العجين والطين والصلصال وألعاب الرمل والماء التي فيها إنجاز وإنهاء مايطلب منه حتى لايتراخى ويترك العمل.
هذه الأنشطة تعتبر أفضل من دهن الأصابع بمواد كريهة أو إستخدام القفازات او الأظافرالصناعية
(9) تسجيل عبارات مفيدة: مثل "لن أقضم أظافري" وإسماعها للطفل عدة مرات خلال اليوم وقبل النوم وأثناءه.





الخاتمة
إن علينا أن ندرك بشكل واع وقطعي، أن إعداد النشء وتكوينه التكوين السليم والمتوازن، هو وحده الكفيل بضمان سلامة الحياة المستقبلية على كوكب الأرض، التي حكم علينا جميعا، بالتعايش والتعاون فيها. إن علينا أن نمنح كل أطفال العالم فرصة الحياة السعيدة، حتى يستطيعوا أن يلعبوا دوراً أساسياً في مجتمع الغد، الذي نطمح إليه جميعاً، كبديل لخيبة الآمال التي تحاول النزاعات والخلافات ترسيخها في نفوسنا.
إن مستقبل الإنسانية ينبغي أن يكون موضوع تفكير وحكمة وتأمل في عقول العقلاء، وليس بين أيدي السفهاء والمرضى العصابيين، الذين تتشفى نفوسهم المريضة، خلال رؤيتهم وإقحامهم للأبرياء من الناس صغاراً وكباراً، في دوامة من العنف والنزاعات والصراعات التي لا تعمل سوى على تسميم النفوس وتلويث كوكبنا الأرضي، الذي ينبغي في مقابل ذلك، أن تتضافر جهود سكانه ـ بصرف النظر عن العنصر أو الجنس ـ على التعاون والتآخي والمحبة، لتحقيق الحياة الآمنة والهادئة على سطحه الجميل والساحر، بعيداً عن الصراع والحقد والضغائن المفسدة لنفس الإنسان ولنظرته ولروحه الإلهية الخيرة والطيبة.
أن السلوك المتسم بالانحراف يظهر لديهم بسبب الحرمان من العلاقات الإنسانية العاطفية، المتسمة بالدفء والحنان، خلال الطفولة. وأن هذا السلوك المنحرف يظهر لديهم خمس مرات أكثر من أولئك الأطفال والمراهقين الذين عاشوا في أسر نالوا فيها قسطاً من الإشباع العاطفي (. لهذا فإن أبحاث " سبتز" Spitz2) تؤكد أنّ الحب الذي تمنحه الأسرة السعيدة والمستقرة لطفلها، لا يقل أهمية في مجال صحته النفسية عن الدور الذي تلعبه الفيتامينات والبروتينات بالنسبة إلى صحته الجسمية.
1. الحاجة إلى الحب : إن الحب الأمومي والأبوي ضروريان جدّاً بالنسبة إلى تكوين شخصية الطفل؛ ومن الصعب تعويضهما. ويؤدي الحرمان الدائم منهما أو المؤقت إلى هشاشة الشخصية وضعفها على كافـة الأصـعــدة. "إن الإنسان بحاجة إلى أن يُحِبَّ ويُحَبَّ حتى يشعر بوجوده وقيمته". أما حاجة الطفل إلى الحب فإنها تظهر لديه بشكل أقوى، ويؤدي الحرمان منها إلى نتائج وخيمة، تنعكس سلباً، على نمو شخصيته، في مختلف جوانبها الجسمية والعقلية الوجدانية.
إن بوسعنا جميعاً أن نلاحظ سلوك الأطفال المحرومين من أمهاتهم ووضعيتهم خلال الحروب والمنازعات التي تفصلهم عنهن وتجعلهم في كثير من الأحيان عرضة للضياع والتشرد. فهم يبكون ويصرخون على شكل صيحات ممزقة، تعبر عن الاضطراب والقلق الذي يحسون به في غياب الأم، التي تمثل السند بالنسبة إليهم ومصدر الشعور بالأمن والآمان. إن هذه المظاهر السلوكية المؤلمة، يمكن أن تدوم لديهم على هذا الحال عدة أسابيع، وبعدها، قد يستسلمون لليأس، الذي يؤدي بهم إلى فقدان الشهية ورفض الطعام. فالأطفال الذين يشعرون بالأسى والحزن لا يجدون في أنفسهم الرغبة في اللعب، كما لا يشعرون بالجوع.
إن مثل هؤلاء الأطفال إذا لم يعثروا على أمهاتهم أو على من يقوم مقامهن في العناية والاهتمام بهم، وتمتين روابط عاطفية جيدة معهم، قد تظهر عليهم مجموعة من الأعراض، مثل التوقف عن النمو ونكوص السلوك إلى مراحل سابقة. كما يظهرون في نموهم وتطورهم اللغوي، تعطلاً. وتختفي المكتسبات التي تعلموها حديثاً. ويظهر لديهم التبول اللاإرادي، ولا يتحكمون في الإخراج. هذا وقد ينمي هؤلاء الأطفال أحياناً نوعاً من العدوان الذاتي، حيث يضربون رؤوسهم على السَّرير أو يقومون باقتلاع خصلات من شعرهم، مما يدل على تأزمهم وتمزقهم النفسي.
لقد أكد العديد من الباحثين على أهمية الحب الأمومي الذي يتلقاه الطفل من محيطه الأسري وبخاصة الأم، خلال السنوات الأولى من حياته. فقد بين "ويماد" (1974) A Oyemade في نيجيريا أن نسبة الوفيات في صفوف الأطفال الرضع الأيتام من جانب الأم ترتفع من 13 إلى 68 في المائة، مقارنة بغيرهم من الأطفال الرضع الذين يحظون بكنف أسري متكامل.
2. الحاجة إلى الأمن : يتحقق إشباع هذه الحاجة لدى الطفل، من خلال العلاقات الأسرية المتسمة بالاستقرار، ووجود اتجاهات إيجابية لدى الأبوين، تتميز بالمعقولية، تجاه الطفل، بحيث تكون هذه الاتجاهات جديرة بثقته وشعوره بالأمن، من خلال تكرارها ودوامها.
إن العديد من الظواهر المحيطة بالطفل الصغير تثير لديه الخوف والقلق وعدم الإحساس بالأمن، كالأصوات العالية والمياه المتدفقة والأشياء التي تتحطم وتتكسر أمامه، فما بالك بسماعه صوت المدافع ورصاص البنادق والرشاشات ودوي القنابل، إن هذه الأشياء كلها تهدد أمنه وتسبب له الانزعاج والقلق لأنه لا يدرك دلالتها ومغزاها. كما أن نقل الطفل واقتلاعه من بيئته المعتادة، حيث يعيش مع لعبه وأدواته المألوفة لديه، يفقده الشعور بالأمن والأمان، ويجعله ضحية المخاوف والكوابيس التي تقلق راحته واطمئنانه النفسي. لهذا فإن فترات الاضطرابات التي تصيب مجتمعه، بفعل الاحتلال والاعتداء على المدنيين تزعزع الرتابة والنظام اليومي الذي ألفه في أسرته؛ بفعل تحول المجتمع بكامله إلى حالة طوارىء وترقب مستمرين.
3. الحاجة إلى المدح والتقدير : لاشك أن المحيط الأسري والمجال المدرسي المتفهمين لأهمية هذه الحاجة بالنسبة إلى الطفل، يعملان بدون شك على إشباعها له بطرق مختلفة. ففي هذين المحيطين التربويين يتلقى الطفل، التشجيع الذي يدفعه إلى المزيد من العمل و بذل الجهد، كما يؤدي به في الوقت نفسه إلى تقدير الذات لديه، وهو أمر يعتبر غاية في الأهمية، لأنه يشكل نواة الشخصية الإيجابية المتسمة بالكفاءة.
إن السؤال الذي يفرض نفسه هنا، هو التساؤل عن مدى توفر المناخ الملائم لنمو الأطفال في جو أسري ومحيط مدرسي، يحقق لهم مثل هذا الإشباع الضروري، خلال فترات الاحتلال والاعتداء على المدنيين؟.
إن الظروف العصيبة والمزرية التي يعيشها الأطفال في العديد من بقاع العالم خلال الاحتلال والاعتداء على المدنيين، تدعونا إلى التساؤل عن مآلهم وطبيعة الشخصية التي تتكون لديهم في ظروف تفتقر إلى الحد الأدنى من الشروط الإنسانية، الكفيلة برعايتهم وتكوينهم على المشاعر الإنسانية التي تدعو إلى المحبة وإلى الإخاء والتعاون.
4. الحاجة إلى خبرات وتجارب جديدة : يحق لنا التساؤل مرة أخرى عن مقدار توفر البيئة الآمنة للطفل ؛ البيئة والمحيط اللذان يحققان إشباع رغبته وحاجته إلى الاستكشاف في ظل وضعية الاحتلال التي يغرس فيها المحتل الألغام في كل مجال وفي كل ركن. بل إننا نجد أن المحتل في العديد من الأراضي التي يحتلها يقوم بصنع المتفجرات على هيئة عناصر الطبيعة ومكوناتها، مما يغري الأطفال ويجذبهم إلى اللعب بها، مما يكون له عواقب وخيمة على حياتهم.
5. الحاجة إلى اللعب : إن اللعب يمثل حاجة طبيعية لابد من إشباعها بالنسبة إلى الأطفال، حتى يمرنوا خلالها، مختلف قدراتهم وقواهم الجسمية والعقلية والنفسية. كما يعتبر وسيلة أساسية في اكتساب الأطفال ثقافة مجتمعهم، والتدريب على الأدوار المستقبلية، وتغدو وظيفة اللعب وظيفة أساسية ومضاعفة خلال مرور المجتمع بأزمات وظروف صعبة، كما هو الحال خلال الحروب والاحتلال، حيث يصبح اللعب بالنسبة إلى الأطفال بمثابة صمام يساعدهم على التخفيف من مشاعر الضيق والتحرر من الضغوط والمخاوف.










المراجع
. د. أحمد أوزي: سيكولوجية الطفل ونظريات النمو النفسي، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1998، ص 147.
2. Norbert Sillamy. Dictionnaire de psychologie. Bordas, Paris, p.194.
3. د. أحمد أوزي : التعليم والتعلم بمقاربة الذكاءات المتعددة، منشورات مجلة علوم التربية، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، 1999، ص 29.
4. سيد خيري عثمان : علم النفس الاجتماعي التربوي، الجزء الأول : التطبـــيـــع الاجتماعي، القاهرة، الانجلو المصرية، ص 66.
5. اتفاقية جنيف الرابعة، المادة 82.
6. Htp//: www. google.fr.
7. بروتوكول (1) المادة 32.
8. Htp//: www.un org/ News/ Fr- press/ doc2001/AFG162 doc htm.
9. كريستين نصار : "شجون الحرب وويلاتها"، الثقافة النفسية، مركز الدراسات النفسية والنفسية ـ الجسدية، دار النهضة العربية، بيروت، العدد العاشر، نيسان 1992. ص. 106 ـ 109.
10. د. طلعت منصور : دراسة في الآثار النفسية والاجتماعية للغزو العراقــــــــــي لدولة الكويت. عالم المعرفة، عدد خاص، 195.
11. ميسون الوحيـدي : "الانتهاكات الإسرائلية لحقوق الطفل الفلسطـيني"، مــجـلــة تنمية الطفولة، المجلس العربي للطفولة والتنمية، العدد الأول، ربيع 2001.
________________________________________
(*) أستاذ بقسم علم النفس، كلية التربية، جامعة البحرين.
(1)د.أحمد أوزي: سيكولوجية الطفل ونظريات النمو النفسي، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البضاء 1998، ص 147.
(2) Norbert Sillamy. Dictionnaire de psychologie. Bordas, Paris, p. 194.
(3) سيد خيري عثمان: علم النفس الاجتماعي التربوي، الجزء الأول :التطبيع الاجتماعي، ص 66، الأنجلو المصرية، القاهرة.
(4) اتفاقية جنيف الرابعة، المادة 82.
(5) بروتوكول (1) المادة 32.
(6) Htp//: www.un org/ News/ Fr- press/ doc2001/AFG162 doc htm.
(7) كريستين نصار : "شجون الحرب وويلاتها"، الثقافة النفسية، مركز الدراسات النفسية والنفسية ـ الجسدية، دار النهضة العربية، بيروت، العدد العاشر، نيسان 1992. ص : 106 ـ 109.
(8) د. طلعت منصور: دراسة في الآثار النفسية والاجتماعية للغزو العراقي لدولة الكويت. عالم المعرفة، عدد خاص، 195.
(9) ميسون الوحيدي : "الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الطفل الفلسطيني"، مجلة تنمية الطفولة، المجلس العربي للطفولة والتنمية، العدد الأول، ربيع 2001.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مرحبا بالزوار الجدد

الجديد هيلاقي اسمه اول اسم فى القايمه بلون اخضر يضغط عليه كليك ويغيره ويكتب اسم مستعار وكمان يقدر يغير الصورة

اعـــــــز اصحـــــــــاب

شااااااااااااااهد جميع المباريات على قناة الجزيرة

اجمل صور

اجمل صور
شاهد ارق الصور